شدت المطربة اللبنانية فيروز لجمهور كبير في العرض الأول لمسرحيتها "صح النوم" بدار الأوبرا في العاصمة السورية، مساء أمس الإثنين (28 يناير/ كانون الثاني)، متحدية بذلك سياسيين لبنانيين انتقدوا زيارتها، بعدما اعتبروها دولة معادية، لتعود بذلك إلى عشاقها السوريين، بعد غياب دام أكثر من عشرين عاما، ما أسال الدموع في عيون كثير منهم.
أدت فيروز دور البطولة في المسرحية، التي تدور حول حاكم مستهتر تتحداه امرأة فقيرة، ولقيت المسرحية احتفاء كبيرا. ويأتي عرض المسرحية، وهي من تأليف الموسيقار اللبناني الراحل عاصي الرحباني، ضمن فاعليات الاحتفال باختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008.
وضاق مسرح دار الأوبرا بنحو 1200 مشاهد تقدمهم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ، وعدد من الوزراء السوريين وأعضاء السلك الدبلوماسي وسط إجراءات أمنية مشددة.
عودة إلى الرحبانية
بدأ العرض في أجواء اختلط فيها الحنين الى الموسيقى الرحبانية بشغف لقاء الفنانة اللبنانية الكبيرة التي يحفل سجلها الغنائي بقصائد تتغنى بدمشق، إذ جاءت انطلاقتها في عالم الغناء من إذاعة دمشق عام 1952.
وقال النحات السوري مصطفى علي: "فيروز تتجاوز السياسة.. في دمشق كانت دائما تعامل كإمبراطورة ".
وكان مقررا أن تقدم مسرحية "صح النوم" من 28 يناير / كانون الثاني حتى الثاني من فبراير/ شباط المقبل، لكن تم تمديد العرض لليلتين إضافيتين حتى الرابع من فبراير/ شباط.
وكانت فيروز وصلت مساء الأربعاء الفائت الى دمشق ، وكان في انتظارها حشد من المعجبين عند الحدود السورية اللبنانية.
ومنذ إعلان الامانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008، بدء بيع بطاقات مسرحية "صح النوم"، وبرغم ارتفاع سعرها قياسا بدخل السواد الأعظم من السوريين، فإن الحصول على تذكرة الحضور صار هاجسا يشغل كثيرين ممن لا يفارق صوت فيروز صباحاتهم.
وحددت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق أسعار البطاقات بين 40 دولارا و200 دولار ضمن أربع فئات، علما بأن ارتفاع قيمتها لقى تذمرا لدى جمهور فيروز الواسع في سوريا.
عودة سبعينية تثير الأشجان
كانت فيروز، وهي في السبعينيات من عمرها، وتعد أيقونة ثقافية في العالم العربي- أثارت جدلا بقبولها دعوة من حكومة البعث في دمشق في وقت تتزايد فيه التوترات بين سوريا وجارتها لبنان.
واتهم الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط فيروز بأنها تخدم مصالح الاستخبارات السورية، التي يحملها مسؤولية سلسلة من الاغتيالات السياسية في لبنان.
وقال نائب آخر في البرلمان اللبناني، إنه يجب على فيروز ألا تغني "لسجاني لبنان" في إشارة إلى السيطرة والوجود العسكري السوري في لبنان منذ عام 1976 حتى انسحاب القوات السورية عام 2005.
كما وجهت مجموعة من النشطاء السياسيين السوريين الدعوة إلى فيروز لمقاطعة دمشق، وأشاروا إلى حملات الحكومة المتكررة على المعارضين. وقبل ساعة فقط من بدء عرض (صح النوم) ألقي القبض على المعارض البارز رياض سيف.
وفي وقت سابق من اليوم وُجهت اتهامات لعشرة معارضين آخرين بمحاولة تقويض نظام الحكم، ويمكن أن يواجهوا أحكاما طويلة بالسجن.
ولم تستجب فيروز للانتقادات. وكانت آخر مرة تشدو فيها بدمشق في ثمانينيات القرن الماضي في سنوات حكم القائد الخالد حافظ الأسد ، فيما كانت القوات السورية ما تزال مرابطة في لبنان.
ولم تستجب فيروز للانتقادات. وكانت آخر مرة تشدو فيها بدمشق في ثمانينيات القرن الماضي في سنوات حكم القائد الخالد حافظ الأسد ، فيما كانت القوات السورية ما تزال مرابطة في لبنان.
عكس السير